إسلام خديجة
*******
وبعد الزواج الميمون بخمسة عشر عاماً نزل الوحي على النبي -صلى الله عليه وسلم- فآمنت به خديجة ، وصدقت بما جاءه من الله ،
ووازرته على أمره ، وكانت أول من آمن بالله وبرسوله ، وصدق بما جاء منه ، فخفف الله بذلك عن نبيه -صلى الله عليه وسلم- لا
يسمع شيئاً مما يكرهه من رد عليه وتكذيب له ، فيحزنه ذلك ، الا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها ، تثبته وتخفف عليه وتصدقه ،
وتهون عليه أمر الناس ، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-
أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قَصَب -اللؤلؤ المنحوت- ، لا صخب
فيه ولا نصب )000
فضل خديجة
********
جاء جبريل إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال
إن الله يقرأ على خديجة السلام )000فقالت
إن الله هو السلام ، وعلى جبريل
السلام ، وعليك السلام ورحمة الله )000
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
خيرُ نسائها مريم ، وخير نسائها خديجة )000
عام المقاطعة
**********
ولمّا قُضيَ على بني هاشم وبني عبد المطلب عام المقاطعة أن يخرجوا من مكة الى شعابها ، لم تتردد السيدة خديجة في الخروج مع
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتشاركه أعباء ما يحمل من أمر الرسالة الإلهية التي يحملها000وعلى الرغم من تقدمها بالسن ، فقد
نأت بأثقال الشيخوخة بهمة عالية وكأنها عاد إليها صباها ، وأقامت قي الشعاب ثلاث سنين ، وهي صابرة محتسبة للأجر عند الله
تعالى000
عام الحزن
*******
وفي العام العاشر من البعثة النبوية وقبل الهجرة بثلاث سنين توفيت السيدة خديجة -رضي الله عنها- ، التي كانت للرسول -صلى الله
عليه وسلم- وزير صدق على الإسلام ، يشكـو إليها ، وفي نفس العام توفـي عـم الرسول -صلى الله عليه وسلم- أبو طالب ، لهذا كان
الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يسمي هذا العام بعام الحزن000
الوفاء
***
قد أثنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السيدة خديجة ما لم يثن على غيرها ، فتقول السيدة عائشة
كان رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوماً من الأيام فأخذتني الغيرة ، فقلت
هل كانت
إلا عجوزاً قد أبدلك الله خيراً منها )000فغضب ثم قال
لا والله ما أبدلني الله خيراً منها ، آمنتْ بي إذْ كفرَ الناس ، وصدَّقتني إذ
كذّبَني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء )000قالت عائشة
فقلتْ في نفسي : لا
أذكرها بعدها بسبّةٍ أبداً )