من مازن,,,,,,, من أنا

من أنا ؟







مساحات ضيقة تلك التي اتحرك بها حتى أصبحت أحس أن لا مجال للتقدم أو التراجع , كاهلي في تثاقل وكأن شيئا يشدني عاموديا باتجاه الارض , والتنفس اصبح يمثل خطرا علي هنا , رحت أفكر بطريقة احاول التخلص بها من حملي لكن أكتشفت أن ذلك لم يعد ممكنا , في الحقيقة حتى أنا لم اكن اريد التخلص منه لكنها محاولات يائسة أنطق بها للفرار احيانا .

لم أعتد العيش دون ضغوط , لكني لم أجرب هذا الحمل من قبل , انه شيئا يشبة الصخرة العملاقة التي تجثم على الصدر , جلست مكاني افكر وافكر وافكر , لكن شيئا لم يخطر لي ابدا , مجرد صفحة بيضاء خلت من اي مشاعر او فكر ( يا رباه ! ما الذي غيرني ؟) لست أنا ذلك الكيان الذي اعرفه , أشعر بالرغبه ولكن دون دافع , وكأن كل الدوافع التي أمامي ليست موجوده , كأني أعيش بعالم وحدي رغم أني اعيش في عالم مزدحم .

هناك شيئا ما فقدته في منتصف الطريق , لا اعلم ما هو , لكنه السبب بكل تأكيد , في الماضي كنت أحس ان الطريق واسعة وعريضة , والان لا اكاد أراى ألا خيطا رفيعا , حتى تلك المفاهيم التي اعتدت عليها وألفتها , أصبحت خرافات لا يوجد بها أي شيء من الصحة . حاولت النهوض مجددا ونفض كل تلك الافكار المضطربة وفجأه شعرت بوخزة مثل الكهرباء تسري بداخلي , أحسست أن انفاسي متقطعه ومتسارعه , ثم تذكرت أن هناك عمل قمت به سابقا لم أدري ماهيته , حتما هو سبب كل ما بي الان .



&&&



( متى ؟ .. نريد .. اكتفينا .. أنهض بنا ) تعالت تلك الاصوات التساؤلات بداخلي لكن لم اعلم مصدرها , بكل تأكيد هناك أحدا يريد مني شيئا , ولكن لم أنا بالذات ؟ هل أنا شخص مسؤول عن أحد ؟ أظن انني بالفعل مطالب بالقيام بأعمال لم تنجز , والا لم أنا في هذه الحال الان من الشتات ؟ .

" هل نسيتني ؟ " صوت أنثوي نطق بتلك الجملة , رفعت رأسي لآجيب فلم أجد مصدره , فأكمل الصوت :

- أين أنت مني ؟

- من أنت ؟ ولماذا تريديني ؟

- أنت قطعت عهدا على نفسك ولي أن تقوم بواجباتك تجاهي

- أنا ؟ متى ؟ .. ولكني لم أفعل .. من أنت ؟

- هل نسيت فعلا ؟

قالتها بصوت حزين مختنق , شعرت بالذنب وأحسست أني بالفعل مقصرا تجاهها , حاولت جاهدا أن أذكرها دون جدوى فتدخلت مقاطعه فكري بنفس نبرة الصوت :

- دعني أذكرك قليلا , منذ سنين عدة وقفت أنت أمامي لتخبرني أنك سوف تعتني بي , وافقتك عندما أحسست أنك أهلا بي , وقفت بجانبك , كنت دائما تقف أمامي لتتحدث وأنا أستمع إليك بلهفة شديدة , أشعر بكلماتك تسري بداخلي تنبأني أن هناك غدا مشرقا سوف نعيشه جميعا , انا وأنت , لكنك مع مرور الايام لم تعد فارسي الذي حلمت به . لقد خذلتني .

صدمتني جملتها الاخيرة فقلت بندم :

- أنا ... أنا أسف يا حبيبتي , لم أتعمد خذلناك لكن زحمة الاعمال و ..

قاطعتني قائلة :

- أنت أسف ؟ حتى هذه الكلمة لم تعد مفيدة الأن , لقد أنكرتني وتجاهلت وجودي تماما , متناسيا حقوقي عليك وواجباتك , لم ترى إلا نفسك , أن ما تعانيه من شتات لأفكارك الان هو متعلق بسببي , لأنك خذلتني وخذلتنا جميعا , أنا هنا الان لكي أذكرك أن الوعود لا تقطع هبائا , أن هناك أناسا عندما تقطع الوعود توفي بها . وان من لا يفي بوعوده لا يستحق الوجود أبدا .



&&&



حاولت تدارك الموقف فلم أجد سبيلا سوى الرد قائلا :

- حسنا حسنا , نعم بالفعل لا يستحق الوجود , خذي ما تشائين مني وسوف اتركك واذهب بعيدا , بأمكانك الارتباط بشخص جديد وسوف تصبح الامور على ما يرام , دائما هناك حل ثان , بهذه الطريقة نستطيع تسويه الامور .

انطلقت بالضحك وقالت بصوت مخيف :

- تسويه ؟! أن التسوية الوحيدة لي هي بالانتقام منك لتشعر بكل الالم والحرمان الذي سببته لي , لا تستحق العيش , لقد حل القصاص عليك .

تردد صدى صوت ضحكاتها بالمكان , فجأة أتضحت كل الرؤية أمامي , نظرت حولي لآجدني خلف مكتبي الخشبي الكبير وصوت طرق قوي على الباب , نهضت من مكتبي مسرعا باتجاه الباب لأحاول صد ما هو أتي خلفه لكن لم استطع , وكأن الدنيا كلها هناك تقف خلف هذا الباب تحاول اقتحامه , تراجعت بخطوات ثقيلة للخلف والباب يكاد يكسر , ثم جائني صوت تحطم زجاج من خلفي , التفت لأرى ما هو فشاهدت زجاجة بها قطعه قماش مشتعله تتدحرج امامي بعد ان تناثر محتواها بالمكان .

أشتعلت النيران امامي , فركضت بخوف ناحية النافذة لأرى مصدرها , وقفت مصدوما من المنظر الذي امامي , كانت الساحة تعج بأناس اتشحوا بالسواد من مختلف الاعمار يسيرون بخطا ثابته ناحية قصري , يحملون مختلف الاسلحة بيدهم .. بدأ من الصخور الى الاسلحة الثقيلة والمشاعل . سمعت صوت الباب يكسر من خلفي وخطوات سريعه تجري باتجاهي . عندها فقط رجعت إلي الذاكرة كلها وتذكرت أنني .. أنني الرئيس





[img][/img]